Thursday, July 22, 2010

المستحيل أبدا

من الأقوال المشهورة إن المستحيلات في هذه الدنيا ثلاث
العنقاء و الغول و الخِل الوفي
و العنقاء طائر خرافي يصعب وجوده ،
كذلك الغول ، حيوان خرافي يصعب وجوده ،
و لكن هل يصعب بالفعل وجود الخِل ، أو الصديق ، الوفي ؟!
قد يرد البعض بأن الصديق الوفي موجود ، وأنهم يعرفون بالفعل
أصدقاء أوفياء .
و لكن بالمقابل قد يعترض آخرون بأن الصديق الوفي حقيقة ،
من المستحيلات ، و إلاّ لم يستمر ترديد هذا القول كل هذه السنين .
و الحكاية أن الأصدقاء كُثر ، و الإنسان قد يتعرّف على الكثير منهم ،
في دائرة دراسته ، و عمله ، و حياته ،
و لكن كم واحد منهم ينطبق عليه وصف " الخل الوفي " ؟
كم واحد من الأصدقاء قد يرتبط بالشخص حتى النهاية ؟
قد يتفاخر المرء بأن لديه أصدقاء كثيرين ، أو أن روّاد الديوانية
كلهم " ربعه " و أصدقاءه ،
و لكن كم واحد منهم يتواصل معه باستمرار ، لداعي الوفاء ،
و ليس لأي داع آخر ؟
كم واحد منهم يتجانس معه فكريا و روحيا و نفسيا ؟
كم واحد منهم يتبادل معه البوح و التعبير و الطموح و الهموم ؟
كم واحد منهم يسعد بالسفر معه ، و السير معه ، و الجلوس معه ؟
كم واحد منهم يسعد بالنقاش معه ، و التوافق معه ، و الاختلاف معه ؟
كم واحد منهم يسعد بالمرح معه ، و العبث معه ؟
كم واحد منهم يسعد بالدخول في مغامرة معه ، و الربح معه ،
و الخسارة معه ؟
و كم واحد منهم يحس بالحاجة الماسّة إليه إذا افتقده ؟
و كم واحد منهم يفرح برؤيته ، حتى لو كان فراقهما لم يمتد إلاّ لحظات ؟
الأسئلة كثيرة ، و الأجوبة وحدها تحدد إن كان للشخص بالفعل
صديق ، أو خل وفي .