Friday, February 26, 2010

أنتِ الحب

الأوطان كالأرواح بحاجة إلى الحب وإلى الاحتفال بالحب
و لا احتفال كالاحتفال بيوم الوطن
و لا حب كحب الوطن
أنتَ الحب يا وطني ، و لك الحب
و لنحب كما نشاء ..
نحب الناس
و نحب الأهل
و نحب العشيرة
و نحب القبيلة
و نحب الغير
و نحب الدنيا كلها
و لكن كل هذا الحب ، لا يُنسينا حبنا الأول
و حبنا الأكبر
لكِ الحب يا كويت
فأنتِ الأول .. و أنتِ الآخر
و أنتِ القلب .. و أنتِ الروح



Sunday, February 7, 2010

" زينبو " عرّسوها ، ليش ما عرّسوني

كانت ليلة عجيبة و مميزة تلك الليلة التي " عرّست " فيها
" زينبو " أو " زينب " .
لقد أشعلت نار الغيرة في قلوب فتيات " الفريج " أو الحي
من جيرانها و صديقاتها اللواتي قمن بإلقاء اللوم على أمهاتهن
لبقائهن دون زواج حتى الآن ، رغم أنهن أكثر جمالاً من
" زينبو " و أصغر عُمراً منها .
و تردّدت التعليقات على شفاههن أن " المعرس " أو
" العريس " أجمل منها ، فزينبو " جيكرة " لا تعرف
للجمال معنى ، و لكنه الحظ الأعمى الذي حطّ رحاله عندها
و تركهن باقيات في طابور الانتظار .
في تلك الأيام ، ما كانت الفتاة تتعدّى سن العاشرة بقليل ،
حتى تبدأ بالتعرّف على مصطلحات الزواج و العرس ،
وتسمع حكايات كثيرة عن زوج المستقبل ، و الرجل الذي
سيأخذها من بيتها و أحضان والدتها ، إلى بيته هو
و أحضانه .
مستقبل الفتاة كان يقف و يتجمّد عند هذه الحكاية ، أو
الواقع الوحيد الذي يحتوي كل الفتيات و النساء .
و لا يمكن للفتاة أن تتجاوز سن المراهقة حتى تكون
قد انتقلت إلى بيت الزوجية .
طبعا ، لم يكن لها حينها أي خيار .
فالعملية بأغلبها محصورة بيد الأب ، والأم تكون
محظوظة إذا فكّر زوجها في استشارتها .
كان " الفريج " أو الحي ، يكاد يخلو من الفتيات
فوق سن العشرين ، من دون زواج ..
و بالمقابل ، تجد أن الصورة نفسها تنطبق على
الشباب أيضاً .
فلكي تتزوج الفتاة ، لا بد لها من شاب في المقابل ،
و إن كان سوء الحظ يدفعها أحيانا إلى رجل أكبر
في السّن ، أو مشاركة زوجة أخرى .
و لكن بقاء الحال من المُحال ، فالأيام قد دارت ،
و الصورة قد اختلفت .
" بوفيصل " أحد روّاد الديوانية ، يشتكي من وضع
خاص في منزله .
هذا الوضع يتمثّل في أن الخالق سبحانه و تعالى قد
رزقه بثمانية بنات ، و ولدان .
و رغم محدودية دخله ، فقد بذل جهوداً جبّارة طوال
سنوات حياته لتوفير أكرم حياة لبيته و أبنائه .
و انعكس ذلك على المستوى التعليمي المرتفع لجميع
الأولاد و البنات .
كما أن معظمهم يعمل الآن ، و بوظائف و مراكز مميزة .
و لكن من أبنائه العشرة ، إستطاع فقط أن يزوّج الولد
الأكبر ، و البنت الكبرى .
و لا وظيفة له حاليا سوى مجابهة " حَنّة " و قلق زوجته
من هذا الجيش الأعزب في البيت !
شروط الفتيات في فارس الأحلام و زوج المستقبل
لا تنتهي .
و لا يهون على " بوفيصل " إجبارهن على شيء .
لقد أصبح منزلهم ملتقى للعديد من الأمهات و الأخوات
اللواتي حضرن بعد مكالمات تلفونية ، و مواعيد تم
الاتفاق عليها مع " أم فيصل " ، للتباحث حول خطبة
بناتها ، و التمني باقترانهن بأبناء و أخوة النساء
القادمات .
ولكن الأمور تتعثر في معظم الأحوال ، بسبب اعتراض
البنات و الشروط التي يتمسكن بها ، و العيوب المتعددة
التي تظهر في آخر لحظة في الشاب المتقدّم .
هذا أطول من اللازم ، و هذا أقصر من اللازم ،
و هذا راتبه أقل من راتبها ، هل يريدها أن تصرف
عليه ؟!
و هذا يريد أن يسكن مع والدته لأن ظروفه لا تسمح
له بالسكن المستقل ، هل هي مكلّفة بظروفه الخاصة
و ظروف أمه ؟!
و هذا يشتغل بالجيش أو الشرطة ، و عليها أن تحتمل
غيابه عن البيت أيام الحجوزات و الخفارات ، ما الذي
يجبرها على ذلك ؟
المهم تدور المناقشات و المحاورات و الاختلافات في
بيت " بوفيصل " ، و تنتهي أخيراً ببقاء الأوضاع على
حالها ..
إنه زمن عجيب ، كما تشتكي " أم فيصل " ، فالبنت
أصبحت مستقلة معتمدة على نفسها ، و لا يهمها لو بقت
بدون زواج في بيت والدها ..
و العدوى قد انتقلت أيضا إلى الكثير من الشباب .
الكل يفكّر بالحرية و الاستقلال .