Friday, December 31, 2010

تمنيات حائرة

اليوم تُطوى الصفحة الأخيرة من تقويم هذا العام ،
و تبدأ غداً أحداث جديدة لعام ميلادي جديد ..
تواجهنا غداً أولى صفحات العام الميلادي 2011 ،
و هي صفحات بيضاء ناصعة لم يُدوّن عليها بعد أي
كلمة ، أو حدث ، أو صورة ، أو حتى أمنية ..
و لأننا لا نعلم الغيب ، فإننا عندما نقف عند بوابة
العام الجديد ، فإننا نتخيّل ما يمكن أن يكون وراء
هذه البوابة ، أو نتمنى ما نرغب فيه من أحداث ،
أو طموحات ، أو أرزاق ، أو نجاحات ..
المشكلة أن الزمن قد تغيّر ، و الحياة قد تعقّدت ..
في الماضي كانت أمنياتنا و تمنياتنا محدودة و بسيطة
كبساطة الحياة نفسها ..
نتمنى الصحة ، و نتمنى السِّتر ، و بعضنا يتمنى التفوّق
الدراسي ، و الحصول على الوظيفة الملائمة ،
و لا بأس إن تساهل معه الحظ ، و حصل على زوجة
جميلة ، أو على الأقل مقبولة !
أما الآن ، و في ظل العولمة الجديدة ، و الصورة
المترامية المتشابكة لحياتنا الحديثة ، فإن تلك التمنيات
القديمة قد أصبحت " أولد ستايل " و " مو صج " !!
لقد تكاثرت التمنيات و الأمنيات الجديدة من حولنا ، نتيجة
للجشع و الطمع الإنساني فينا ..
و هي في مجملها إستهلاكية ماديّة ، تتكاثر بدورها كما
تتكاثر النفوس الطامعة المتلهّفة على امتلاك كل شيء
من حولها ..
و سباق التكاثر هذا ولّد حيرة متبادلة ، فالكثير منّا
غير متأكدين من تمنياتهم الحقيقية ، التي يجب
أن تكون لها أولوية التحقيق في عامهم الجديد
و أيامهم القادمة ،
و هذه التمنيات بدورها لا تعرف أين تحلّ ،
و لأي نفس تتحقق ، و في أي وقت ..
على العموم عام جديد قد شارف على البدء ،
نرجو من الخالق عزّ و جل أن يكون عام خير
و بركة لنا جميعاً ،
و على الأسلوب البسيط القديم " الأولد ستايل " !!


Thursday, September 23, 2010

فوضى كويتية

مراقبة الأوضاع العامة في الكويت ، و محاولة التعرف على ما
يدور في البلد ، هي أشبه بالوقوف بسيارتك عند إشارة مرورية
إنقطعت عنها الكهرباء ، وانطفأت بأعمدتها الأضواء ،
ثم عندما تحاول التفكير فيما ستفعل ، وكيف ستعبر هذه الإشارة
بسلام و هدوء ، تنطلق من خلفك و حولك فجأة أصوات أبواق السيارات
الأخرى ، التي لم يتعود سائقوها الانتظار قليلا ، و محاولة معرفة
حقوقهم و حقوق غيرهم في هذا الموقع ،
و يلجأ الكثير منهم إلى الاندفاع بسياراتهم بقوة ، لتخطي الآخرين ،
و استعراض مواهبهم العظيمة في الإساءة للغير ، و تعريض
حياتهم للأخطار ،
وبالطبع لا بد من حادثة أن تقع ، حيث يتورط الجميع في دائرة
مغلقة ، و فوضى خانقة ، تستهلك للفكاك منها ، كل الوقت
و الجهد و الخسائر المادية و المعنوية ..
و الذي لا يصدق ما قلنا ، ما عليه إلاّ أن يعود إلى ما
انشغلت به الحناجر الطنّانة الرنّانة مؤخرا ،
وإلى الفوضى الكويتية التي أثاروها بكل شطارة و امتياز !!

Saturday, August 7, 2010

في مواجهة الجديد

حكاية جهاز البلاك بيري تعود بنا إلى قصة قديمة متكررة في عالمنا الذي عرفناه من قبل و نعرفه اليوم
و سوف نعرفه على الدوام ..
يأتي الجديد إلى عالمنا ، فيبهرنا ، و نُعجب به ، ونبدأ بالتعامل معه ، و نتعلّق به لفترة ،
ثم فجأة يأتي مَن يقول لنا : كفاكم ..
ويسطّر الأعذار و المبررات ، ثم يبدأ بالهجوم على هذا الجديد ، وينقله من خانة المحبة إلى خانة
العداء !
لماذا ؟ و كيف ؟ لانعرف الحقيقة !
والخيار المطروح أمامنا : الإنقياد و الرضا .. و يا دار ما دخلك شر !
أو الإعتراض و عدم الرضا .. و !!!

Monday, August 2, 2010

في ذكرى الغزو

الثاني من أغسطس يوم لا يُنسى بالتأكيد من الذاكرة الكويتية
و رغم مرور عشرين سنة ، فإن الجراح و الآلام لا تُنسى ،
خاصة أن هناك في العراق من يحاول إعادة استثمار ما حدث ،
لأطماع خاصة و شخصية و سياسية ، أو بتوجيهات من الخارج .
لقد كُتب الكثير عن هذا اليوم ، و لكن الذي نساه الكويتيون ما
بعد التحرير !
لقد أنعم الله علينا بنعمة التحرير و عودة الوطن ، في سابقة
تاريخية لم تحدث من قبل ،
و لكن ما الذي فعلناه حمدا و شكرا للخالق عزّ وجل على
هذه النعمة ؟!
بعد التحرير ، و رغم الدمار و الأسى ، صفت البلد لأهلها
الذين شدوا العزم ، و عملوا جاهدين لإعادة الإعمار في
جميع المناحي .
كانت الروح الكويتية عالية ، و كانت الطموحات و التمنيات
و الجهود ترنوا إلى القمم .
لا خلافات ، و لا حزبية ، و لا قبلية ، و لا طائفية ،
و لا عشائرية ، و لا شخصية ،
الغزو وحّد الجميع ، و إعادة الإعمار كان همّ الجميع ،
و لكن الحلو لا يكمل ، كما يُقال ، خاصة في عالمنا العربي .
الكويت الجديدة التي كُنّا نحلم بها تبخّرت ،
و عادت حليمة إلى عاداتها القديمة ، و بأسوأ ما يكون .
و كما كانت والدتي رحمها الله تقول دائما :
الكويت محسودة .. و عسى الله يكافينا شرّ الحسد .
و أظن أن ذلك رأي جماعي لكل الأمهات الكويتيات ،
و لكن المشكلة في الأبناء الذين يظنون أن ذلك ما هو
إلاّ خرافة تُؤمن بها النساء العجائز !

Thursday, July 22, 2010

المستحيل أبدا

من الأقوال المشهورة إن المستحيلات في هذه الدنيا ثلاث
العنقاء و الغول و الخِل الوفي
و العنقاء طائر خرافي يصعب وجوده ،
كذلك الغول ، حيوان خرافي يصعب وجوده ،
و لكن هل يصعب بالفعل وجود الخِل ، أو الصديق ، الوفي ؟!
قد يرد البعض بأن الصديق الوفي موجود ، وأنهم يعرفون بالفعل
أصدقاء أوفياء .
و لكن بالمقابل قد يعترض آخرون بأن الصديق الوفي حقيقة ،
من المستحيلات ، و إلاّ لم يستمر ترديد هذا القول كل هذه السنين .
و الحكاية أن الأصدقاء كُثر ، و الإنسان قد يتعرّف على الكثير منهم ،
في دائرة دراسته ، و عمله ، و حياته ،
و لكن كم واحد منهم ينطبق عليه وصف " الخل الوفي " ؟
كم واحد من الأصدقاء قد يرتبط بالشخص حتى النهاية ؟
قد يتفاخر المرء بأن لديه أصدقاء كثيرين ، أو أن روّاد الديوانية
كلهم " ربعه " و أصدقاءه ،
و لكن كم واحد منهم يتواصل معه باستمرار ، لداعي الوفاء ،
و ليس لأي داع آخر ؟
كم واحد منهم يتجانس معه فكريا و روحيا و نفسيا ؟
كم واحد منهم يتبادل معه البوح و التعبير و الطموح و الهموم ؟
كم واحد منهم يسعد بالسفر معه ، و السير معه ، و الجلوس معه ؟
كم واحد منهم يسعد بالنقاش معه ، و التوافق معه ، و الاختلاف معه ؟
كم واحد منهم يسعد بالمرح معه ، و العبث معه ؟
كم واحد منهم يسعد بالدخول في مغامرة معه ، و الربح معه ،
و الخسارة معه ؟
و كم واحد منهم يحس بالحاجة الماسّة إليه إذا افتقده ؟
و كم واحد منهم يفرح برؤيته ، حتى لو كان فراقهما لم يمتد إلاّ لحظات ؟
الأسئلة كثيرة ، و الأجوبة وحدها تحدد إن كان للشخص بالفعل
صديق ، أو خل وفي .

Saturday, June 26, 2010

خبز خبزتيه

لاحظت في الفترة الأخيرة أن الحديث الأكثر الذي يدور
بين الناس في البلاد ، يتناول مجلس الأمة الأخير الذي
ابتُليت به الكويت ،
لقد أرادوا من هذا المجلس أن يكون عوناً لهم ، فصار
فرعوناً عليهم .
الحياة مشلولة ، و المشاكل متراكمة على ظهور الناس ،
و النواب المختارون يتعمّدون إضاعة الوقت في قضايا
هامشية لا تُغني أحداً ، و لا أعرف إن كانت تُغنيهم
شخصيّا أم لا .
و المشكلة أن الأمر قد تطوّر إلى مُبتدعات جديدة في
هذا المجلس أهمها تدني لغة الحوار بين النواب أنفسهم ،
و بينهم و بين الوزراء ، الذين هم أيضا أعضاء في
نفس المجلس .
و بالأمس قام أحد النواب بالتطاول على وزير و شتمه
بمصطلح " لا بوك و لابو اللي لبّسك البدلة " ، لأن
الوزير لم يوافق على تمرير معاملة قدّمها النائب له ،
و يُقال إن النائب كاد أن يقذف الوزير بطفّاية السجائر .
طبعاً هذا النائب الذي وصل إلى مبنى البرلمان ،عن
طريق الانتخابات الفرعية ، لم يفكر أبدا في وضعه
الشخصي كممثل لمن اختاره ، و بالتالي لم يفكر
بكرامة و مكانة القبيلة التي وضعت ثقتها فيه .
و هذا ما دفعه بالتالي إلى عدم التفكير أبدا في
شخص و مكانة زميله الوزير الإنسانية أو العلمية
أو العائلية .
و هذا الإفلاس و الخواء للنائب دفعه إلى شتم والد
زميله المتوفى ، و إلى شتم الذي ألبسه البدلة ،
ناسياً أن هذا الأخير ما هو إلاّ ذلك الوطن الذي
ابتُلي بإبن مثله ،
لقد ألبس هذا الوطن من خيره الوزير البدلة ،
كما ألبس النائب نفسه الدشداشة و الغترة
و البشت الذي يتباهى به كعضو في
مجلس الأمة .
أنا أعرف أن الغرور و قصر النظر و عدم
المفهومية أوصلت النائب إلى هذا المأزق ،
و أن الانتخابات الفرعية القادمة بعيدة عن
" خشمه " نهائيا ،
و لكن ما ذنب زملائه و ناخبيه لاستحماله
السنوات القادمة ؟
طبعاً كما نقول " الشرهة على اللي جابه "
و أيضاً " خبز خبزتيه .... " !



Friday, June 25, 2010

بين الإيصال و التلقّي

تعوّد بعض الكويتيين في السنوات الأخيرة ، و بصورة غير
عادية و منطقية ، على إثارة موضوعات و أطروحات
لم يكتفوا بتداولها في دواوينهم ، و إنما نقلوها إلى
وسائل الإعلام بطرق صاخبة ، محاولين استعراض
إمكاناتهم الفكرية ، و مقدرتهم على الوصول إلى
منابع المعلومات العالمية ، سواء كانت سياسية أو
اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية أو إعلامية ، أو
حتى عسكرية استراتيجية .
فهم عالمون بكل بواطن الأمور ، ملمّون بكل صغيرة
و كبيرة مما يدور حولنا .
و قد يستغرب الشخص العارف بجوانب من الموضوع
المثار ، أو المطروح ، من الجرأة التي يتّسم بها هؤلاء
في الإدعاء بالعلم و الإطّلاع ، رغم أن الكثير مما يتداولونه
بعيد عن الحقيقة ، أو من أفكار و كتابات آخرين ، عُرضت
في بلاد أخرى ، و في أوقات و مناسبات أخرى لا علاقة
لها بمنطقتنا و ظروفها .
و الحقيقة إن ما ساعد هؤلاء بصورة واضحة على التمادي
في ما يفعلون ، إعتماد الأغلبية منّا على ظاهرة التّلقّي من
الغير دون المراجعة و التفكير في حقيقة ما يصل إليهم .
و عدم محاولة بذل الجهد في الإطلاع على الحقيقة ،
و القراءة ، و البحث .
و الخطورة الأكثر أن الكثير مما يُطرح من هذه الأفكار
و الموضوعات الاستعراضية ، تخفي وراءها مقاصد
و نوايا غير بريئة ، و بتوجيهات حزبية ، أو فئوية ،
أو لمصالح شخصية لأفراد أو جهات معينة ، دون
باقي المجتمع .




Monday, June 7, 2010

باي باي فلسطين .. أهلا غزة

مرت ذكرى النكسة التي استولت فيها القوات الاسرائيلية
على ما تبقى من أراضي فلسطين و الجولان عام 1967
دون أن يتذكر أحد ، خاصة الفضائيات المطبلة للواقع
الفلسطيني المرير الذي احتل الشاشات ،
و أبطال الاستعراضات الدونكيشوتية .
ففلسطين و القدس لم يعودا الهم و المقصد ، وليس
من الحكمة تضييع الوقت في البكاء على الأطلال التي
تم الاتفاق مع اليهود الاسرائيليين على الحتفاظ بها إلى
الأبد ..
فهناك دولة و إمارة جديدة ناهضة يجب أن تستحوذ على
الهمم كلها ..
و يجب على العرب كلهم أن يكونوا تحت إمرة هذه الدولة 
الإمارة ، و إلاّ فإن قادتها سوف يجيّشون الأساطيل و السفن ، 
و سوف يغزون بلادهم و يحتلّوها من أدناها إلى أقصاها 
إمتثالا لأوامر سادتهم الجدد الطامحين إلى استعادة الامبراطرية 
القديمة ، نكاية بعدم اعتراف الغرب بهم و لو ككيان تابع لهم . 
باي باي قدس ، باي باي فلسطين ، و دعوة مفتوحة لكل
هواة الاستعراضات و التظاهرات ، و عاشقي الأضواء
و العدسات ، بالمشاركة المجانية ، فكل التكاليف على
الداعي ، للحضور والْإستمتاع و قضاء أطيب الأوقات
بمناسبة الاحتفال بالمولود الجديد ، دولة المستقبل ،
و الإمارة الحلم ..
و العاقبة لمن يتخلّف عن الحضور !

Thursday, June 3, 2010

غزة شو

الأحداث التي انشغل بها الناس خلال الأيام الماضية في عالمنا العربي ،
و خاصة في منطقتنا الخليجية ، أثبتت أن الحصار الفكري الانتهازي
الذي مارسته المنظمات و الأحزاب الفلسطينية طوال الخمسين سنة
الماضية على الشارع العربي البائس ، ما زال مستمرا .
ذلك الحصار الذي أدى إلى الشلل الكامل في البنية الفكرية و التنموية
و الحضارية لكل البلاد ،
و دفع الناس و الحكومات في الدول العربية ، خاصة المشرقية ، مع
التركيز على الكويت و دول الخليج ، إلى عدم التفكير في أي شيء
غير القضية الفلسطينية و الصراع العربي الفلسطيني .
كان المطلوب تسخير كل خيرات و ثروات هذه البلاد لمجموعة من
المرتزقة من القيادات الفلسطينية التي استمرت لعقود في استحلاب
دولنا ، و خيراتها و ثرواتها ، و عملت بكل الوسائل المشروعة
و غير المشروعة في الضغط على الجميع لتأجيل كل ما في صالح هذه
البلاد ، و الدخول في حروب مستمرة مع اليهود ، أكلت الأخضر
و اليابس ، وانهكت الناس و الحكومات ،
وعند التوصل في أحيان كثيرة إلى الحلول المرتقبة ، و السلام المطلوب ،
يعمد خفافيش الظلام إلى تفجير كل شيء لتبقى دائرة العنف
و الابتزاز مستمرة ،
و لتبقى مصر و لبنان و الكويت و الخليج تحت رحمة تلك المجموعات
التي عمدت على مر السنين إلى تغيير جلدها من يسارية و قومية
و بعثية إلى دينية و جهادية .
هم لا يريدون تحرير فلسطين ، و لا يريدون تحرير القدس ، فحلمهم
الدائم في الوطن البديل ، كما اتفقوا مع أسيادهم اليهود .
حاولوا في الأردن ، و في لبنان ، و في الكويت ، و أخيرا عبر
إمارة غزة العظيمة التي حاولوا توسعتها من خلال التمدد
داخل مصر و إعادة احتلالها .
أما فلسطين المنكوبة منذ أكثر من نصف قرن ، فعليها الانتظار !
و لسوء المقاصد و النوايا ، فإن الخالق سبحانه و تعالى
عالم بها ، و رادها إلى نحور أصحابها  .
و لكن المشكلة على الدوام في أولئك الطامعين من أهلنا بامتطاء
صهوة الشهرة و الاستعراض ،
و في أولئك البسطاء السذج الذين تنطلي عليهم الحيل و الخدع 
لطيبة في أنفسهم ، أو غباء في عقولهم . 
و ما دمنا على هذه الحال ، فإن هذه الاسطوانة المشروخة
سوء تنعاد و تنعاد ، 
و يجب علينا انتظار تحقيق الحلم الذي علمونا إياه منذ الصغر ،
عبر مدرسيهم في مدارسنا ، و عملائهم في وسائلنا الاعلامية ، 
و هو الحلم الأوحد الذي يجب أن لا نفكر أبدا في تحقيق غيره ، 
فكل شيء لتحرير فلسطين ، و كلنا ماعداهم ، فداء لفلسطين ، 
و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم .  

Tuesday, April 20, 2010

خصخصة

الحديث الأبرز في الكويت هذه الأيام عن الخصخصة
و هو كما يُعرف ، نقل ملكية مؤسسات و شركات الدولة
إلى القطاع الخاص .
و كما العادة في البلاد ، لا بد من تدخّل الجميع ، مَن يفهم ،
و مَن لا يفهم .
و هذه الظاهرة الكويتية تنطبق على الجميع ، بما فيهم
أعضاء مجلس الأمة .
لا مجال هنا لأهل الاختصاص و الخبرة ، و لكن لأصحاب
الأصوات العالية ، و الوجوه البرّاقة .
دول العالم المتحضّرة تعطي الفرصة لأهل الدراسة
و البحث من العلماء و الأكاديميين ، لتطوير قطاعات
البلاد كلها ، و رفعها إلى مستويات الإبداع و المنافسة ،
و نحن نعطي الفرصة لأهل الجشع و الطمع ، و المتسلّقين
على ظهر ثروات و خيرات البلد ،
على حساب باقي أفراد الشعب ، و أجياله الحالية
و القادمة .

Sunday, March 21, 2010

الكويت بلد الضوابط

الكويت بلد الضوابط ، هذا هو الشعار الجديد الذي تحاول
مجموعة مُستحدثة أن تفرضه على هذا البلد العزيز الذي
ابتلى بعد كل هذه السنوات من الكفاح و الجهد و العرق ،
و مواجهة الصّعاب و الآلام ، بأفراد يريدون جرّ القاطرة
الكويتية إلى الخلف بأي وسيلة ، و بأي ثمن ، حتى و لو
كان التضحية بهذه الأرض و مُكتسباتها ، من أجل تنفيذ
متطلبات أسيادهم من خارج البلاد ، و تحقيق أمنيات حاقدة
طالما تمنّوها و سعوا إليها طويلاً .
فالكويت كانت على الدوام جوهرة الخليج ، و مصدر النور
و الإشعاع فيه ، و المأوى و الملاذ لكل الطامحين بالعزّة
و الكرامة ، و الباحثين عن دروب الخير و العلم و المعرفة
الإنسانية ، و الساعين إلى آفاق التطوّر و الإزدهار لأنفسهم
و أبنائهم و أحفادهم .
هذه الكويت كما اكتسبت قلوب و عقول أهلها و أحبتها الطيبين ،
فقد واجهت بالمقابل أحقاد و شرور مجموعات خارجية مدمّرة
سعت على الدوام للنيل منها ، و القضاء على بهائها و عزّتها ،
لتكون فقط تابعة لها ، تستنزف خيراتها و ثروتها ، دون أهلها
و أبنائها المخلصين لها .
و قد وجدت في أيامنا هذه بغيتها في مجموعة ظهرت فجأة
كالنبت الشيطاني ، الذي لا يمت إلى أرضنا بصلة ، و لا
استقى من مائه الطاهر ، و لا استنشق هواءه العليل الصافي ،
و لا رعته يد زارعي هذه الأرض الحانية الكادحة .
لقد تسللت هذه المجموعة إلى كويتنا تحت جنح الظلام ، كما
اللصوص و الغزاة ، و سوف تندحر إن شاء الله ، حاملة
خزيها و عارها ، كما حمله غيرها كثيرون .

Friday, March 19, 2010

بين الكلام و الصمت

مجتمعاتنا في الكويت و الخليج و العالم العربي بصفة عامة
تعاني من انعدام التوازن بين الحاجة الإنسانية للكلام أو الصمت .
و من هنا فقد انقسمنا بين أقليّة متكلمة صاخبة ، و أكثرية صامتة .
وفي الكويت نلاحظ هذه الظاهرة بوضوح ، في ضوء هذا السّجال
الجدلي بين مجموعة صغيرة تمتهن الكلام و الصراخ و الجدل ،
و تحاول فرض آرائها و توجّهاتها ، المبنية على أساس حزبي ،
أو أيديولوجي ، أو حتى شخصي و قبلي و عشائري ..
في مقابل لا مبالاة ، و صمت غير طبيعي لأغلبية أفراد المجتمع .
و كل ما تفعله هذه الأغلبية ، التفرّج على ما يدور و يُقال ،
و على الأكثر الإدلاء ببعض التعليقات الخجولة ، في الدواوين ،
أو في الجلسات الخاصة .
و المشكلة أن صمت الأغلبية ، يستغلّه الصاخبون أصحاب
الصوت العالي ، بأنه موافقة لما يطرحون ، و يسعون إليه ،
تحت حجّة أن عاداتنا و تقاليدنا العريقة ، تقرر أن الصمت
و عدم الاعتراض ، يعني الموافقة المطلقة .




Friday, February 26, 2010

أنتِ الحب

الأوطان كالأرواح بحاجة إلى الحب وإلى الاحتفال بالحب
و لا احتفال كالاحتفال بيوم الوطن
و لا حب كحب الوطن
أنتَ الحب يا وطني ، و لك الحب
و لنحب كما نشاء ..
نحب الناس
و نحب الأهل
و نحب العشيرة
و نحب القبيلة
و نحب الغير
و نحب الدنيا كلها
و لكن كل هذا الحب ، لا يُنسينا حبنا الأول
و حبنا الأكبر
لكِ الحب يا كويت
فأنتِ الأول .. و أنتِ الآخر
و أنتِ القلب .. و أنتِ الروح



Sunday, February 7, 2010

" زينبو " عرّسوها ، ليش ما عرّسوني

كانت ليلة عجيبة و مميزة تلك الليلة التي " عرّست " فيها
" زينبو " أو " زينب " .
لقد أشعلت نار الغيرة في قلوب فتيات " الفريج " أو الحي
من جيرانها و صديقاتها اللواتي قمن بإلقاء اللوم على أمهاتهن
لبقائهن دون زواج حتى الآن ، رغم أنهن أكثر جمالاً من
" زينبو " و أصغر عُمراً منها .
و تردّدت التعليقات على شفاههن أن " المعرس " أو
" العريس " أجمل منها ، فزينبو " جيكرة " لا تعرف
للجمال معنى ، و لكنه الحظ الأعمى الذي حطّ رحاله عندها
و تركهن باقيات في طابور الانتظار .
في تلك الأيام ، ما كانت الفتاة تتعدّى سن العاشرة بقليل ،
حتى تبدأ بالتعرّف على مصطلحات الزواج و العرس ،
وتسمع حكايات كثيرة عن زوج المستقبل ، و الرجل الذي
سيأخذها من بيتها و أحضان والدتها ، إلى بيته هو
و أحضانه .
مستقبل الفتاة كان يقف و يتجمّد عند هذه الحكاية ، أو
الواقع الوحيد الذي يحتوي كل الفتيات و النساء .
و لا يمكن للفتاة أن تتجاوز سن المراهقة حتى تكون
قد انتقلت إلى بيت الزوجية .
طبعا ، لم يكن لها حينها أي خيار .
فالعملية بأغلبها محصورة بيد الأب ، والأم تكون
محظوظة إذا فكّر زوجها في استشارتها .
كان " الفريج " أو الحي ، يكاد يخلو من الفتيات
فوق سن العشرين ، من دون زواج ..
و بالمقابل ، تجد أن الصورة نفسها تنطبق على
الشباب أيضاً .
فلكي تتزوج الفتاة ، لا بد لها من شاب في المقابل ،
و إن كان سوء الحظ يدفعها أحيانا إلى رجل أكبر
في السّن ، أو مشاركة زوجة أخرى .
و لكن بقاء الحال من المُحال ، فالأيام قد دارت ،
و الصورة قد اختلفت .
" بوفيصل " أحد روّاد الديوانية ، يشتكي من وضع
خاص في منزله .
هذا الوضع يتمثّل في أن الخالق سبحانه و تعالى قد
رزقه بثمانية بنات ، و ولدان .
و رغم محدودية دخله ، فقد بذل جهوداً جبّارة طوال
سنوات حياته لتوفير أكرم حياة لبيته و أبنائه .
و انعكس ذلك على المستوى التعليمي المرتفع لجميع
الأولاد و البنات .
كما أن معظمهم يعمل الآن ، و بوظائف و مراكز مميزة .
و لكن من أبنائه العشرة ، إستطاع فقط أن يزوّج الولد
الأكبر ، و البنت الكبرى .
و لا وظيفة له حاليا سوى مجابهة " حَنّة " و قلق زوجته
من هذا الجيش الأعزب في البيت !
شروط الفتيات في فارس الأحلام و زوج المستقبل
لا تنتهي .
و لا يهون على " بوفيصل " إجبارهن على شيء .
لقد أصبح منزلهم ملتقى للعديد من الأمهات و الأخوات
اللواتي حضرن بعد مكالمات تلفونية ، و مواعيد تم
الاتفاق عليها مع " أم فيصل " ، للتباحث حول خطبة
بناتها ، و التمني باقترانهن بأبناء و أخوة النساء
القادمات .
ولكن الأمور تتعثر في معظم الأحوال ، بسبب اعتراض
البنات و الشروط التي يتمسكن بها ، و العيوب المتعددة
التي تظهر في آخر لحظة في الشاب المتقدّم .
هذا أطول من اللازم ، و هذا أقصر من اللازم ،
و هذا راتبه أقل من راتبها ، هل يريدها أن تصرف
عليه ؟!
و هذا يريد أن يسكن مع والدته لأن ظروفه لا تسمح
له بالسكن المستقل ، هل هي مكلّفة بظروفه الخاصة
و ظروف أمه ؟!
و هذا يشتغل بالجيش أو الشرطة ، و عليها أن تحتمل
غيابه عن البيت أيام الحجوزات و الخفارات ، ما الذي
يجبرها على ذلك ؟
المهم تدور المناقشات و المحاورات و الاختلافات في
بيت " بوفيصل " ، و تنتهي أخيراً ببقاء الأوضاع على
حالها ..
إنه زمن عجيب ، كما تشتكي " أم فيصل " ، فالبنت
أصبحت مستقلة معتمدة على نفسها ، و لا يهمها لو بقت
بدون زواج في بيت والدها ..
و العدوى قد انتقلت أيضا إلى الكثير من الشباب .
الكل يفكّر بالحرية و الاستقلال .

Tuesday, January 26, 2010

الإعلامي القدير

أيامنا هذه أصبحت كما يُقال أيام الإعلام ،
و زماننا الذي نحياه أصبح زمن العناوين البرّاقة المثيرة .
ولكن المشكلة أن العدوى التجارية ، التي اكتسحت كل
شيء في حياتنا ، امتدت بدورها إلى الأجهزة الإعلامية ،
و إلى الأفراد العاملين فيها ..
لقد شاءت لي الظروف أن أقضي سنين طويلة من حياتي
عاملاً و مشاركاً فيما يُسمى " الوسط الإعلامي " ..
و أذكر أنني عندما تخرّجت من الجامعة ، و أردت
الالتحاق بهذا " الوسط " ، اعترض الكثير من أصدقائي
و أهلي على رغبتي تلك ، إذ كانوا يظنّون أنني يمكن أن
أصبح بشهادتي مدرّساً محترماً ، و أرتقي بسهولة في
سلك التعليم ، بدل إضاعة الوقت في جهاز إعلامي ..
و من باب الاستهزاء ، كانوا يرددون علي أحياناً :
ماذا تريد أن تصبح في النهاية ؟ مذيع ؟! مطرب ؟!
ممثل ! طبعاً مع الاحترام لكل هذه المهن ، و لكن
الصورة عن العاملين في الأجهزة الإعلامية في ذلك
الوقت كانت غامضة .
كان الوقت وقت عمل و جهد و إبداع ، لكل العاملين
في أجهزة التلفزيون و الإذاعة و المسرح ، و غيرها ،
و لكن بلا مردود مادي يتناسب مع الجهد المبذول .
و قد اندهشت كثيراً فيما بعد ، عندما اطّلعت على
المبالغ المتواضعة التي كان يتقاضاها من هم روّاد
كبار في الحقول الإعلامية المختلفة ..
و كان الواحد منهم يخجل أن يناقش أي مسئول
عن قيمة أجره أو مكافأته ، ويكتفي بالمردود الجماهيري
و حب الناس و تقديرهم .
و في المقابل ، صنع الإخلاص و الاجتهاد في
العمل نجوما كباراً حقيقيين في إمكاناتهم ، و قدراتهم
العملية و المهنية و الفنية ..
دون مبالغة ، و ادّعاء مكانة ، أو شهرة ..
كان المذيع مذيع ، و المخرج مخرج ، و الممثل
ممثل ، و الكاتب كاتب ، و مقدم البرامج يقدم
نفسه على إنه مقدم برامج ..
لم يكن هناك من يظن نفسه إعلامياً كبيراً ، أو
إعلامياً قديراً ، أو إعلامياً مميزاً ، أو حتى
إعلامياً فقط !
فدرجة " إعلام " لم يصل إليها في التلفزيون
و الإذاعة إلاّ عناصر محدودة مميّزة .
وليس كما هو الآن ، أصبح مَن هبّ و دَب ،
يدّعي التفوّق ، و الإعلاميّة ..
و بمساعدة بعض العناصر المتسلّقة ، المدّعية
هي بدورها الإمكانات الصحفية ، أصبحت
الألقاب و الأوصاف توزّع على كل منَ يدفع ،
و كل مَن يملك جرأة الإدّعاء و التّظاهر !


Wednesday, January 20, 2010

عن الحكمة .. و حُب الاستطلاع

يُعرّف المفكرون " الحكمة " بأنها خلاصة تجربة و مُعاناة ،
و نظرة إلى الكون و المجتمع ..
و " الحكمة " يُرددها صاحبها بكلام موجز و دقيق ،
ليُعبّر عن حقيقة ، أو رأي ، أو مبدأ .
و يُوجّهها للأجيال الشّابة و المعاصرة و التالية
لكسب الموعظة و التوجيه و الإرشاد .
و شرط الحكمة أن تكون عامة و شاملة .
و حتّى يُكتب لها الخلود ، يجب أن تنطبق على كل الناس ،
في كل زمان ، و مكان .
أما ظاهرة " حبُ الاستطلاع " ، فيعتبرها الكثيرون إنّها
وظيفة من وظائف الذّات الإنسانية ..
و " حب الاستطلاع " كدافع ، ليس خيرا أو شرّا ،
و لكنه قادر على دفع الإنسان إلى الإنتاج المُتميّز ،
عن طريق تزويد العقل بالمعلومات .
و يجب أن يُمارس الشخص " حب الاستطلاع " دون
قيد أو شرط .
إذ بمجرّد أن تفرض قيداَ على العقل الحُر ، فإنك تُنكر
عليه امتيازاَ أساسيّاَ له ،
ألا و هو أن يكون بشريّاَ .



Saturday, January 16, 2010

الإحتفالية في مهرجان القرين

من متابعتنا لأنشطة و فعاليات مهرجان القرين الثقافي لهذا العام
و الأعوام السابقة ، نلاحظ غلبة المظاهر الاحتفالية على هذه
الأنشطة و الفعاليات ، على حساب الإنتاج الثقافي و الفكري
الحقيقي لأبناء الكويت .
فمثل هذا المهرجان يجب أن يكون جرداً سنويّاً حقيقياً لكل ما
قدّمه المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب من جهد و خدمة
للنشاط الثقافي و الفكري و الفني و الأدبي بكل صوره و أشكاله
في البلاد ، و بما ينعكس بالدرجة الأولى على أبناء الكويت من
مبدعين في صنوف العطاء المختلفة ، و من مختلف الأصناف
العمرية .
أين المسابقات السنوية التي يجب على المجلس تنظيمها كل عام ،
و في كل الحقول الفكرية و الثقافية و الفنية ، و لجميع الكويتيين ،
و حسب شروط و قواعد مشجعة للمبتدئين و المتقدّمين و المتميّزين
منهم ، و دون محاولة التشاطر و التذاكي و الاستعراض من قِبل
افراد اللجان التي يتم تشكيلها لفرز و تقييم الأعمال المشاركة ،
فالكويت و العالم العربي يزخران بالمحكّمين المخلصين الذين
يسعون على الدّوام إلى صناعة و إبراز مبدعين جدد في أوطاننا .
نحن نعرف أن مثل هذا العمل يحتاج إلى جهد حقيقي ، لا يتصدّى
له إلاّ العناصر المبدعة بذاتها من العاملين في المجلس ، و ليس
مجرد الموظفين الذين ينتظرون نهاية الشهر لاستلام الراتب فقط .
و لمن يتذرّع بعدم توفّر الميزانيات اللازمة ، نقول أن المبالغ
الكبيرة التي تُصرف على الاحتفالات و المظاهر الشكلية عديمة
الجدوى ، و استضافة أشخاص مكرّرين ، يحضرون فقط لطيب
السفرة و السّكنى و المكافأة ، دون أي مردود فعلي من جانبهم ،
هذه المبالغ يمكنها أن تساهم في خلق قاعدة من التميّز الحقيقي
في الكويت ، و صناعة فكر و ثقافة و فن مزدهر يمكننا أن
نحتفي به سنوياً ، و نكرم صانعيه و مبدعيه بفخر ، و أن ننافس
بهم الآخرين بثقة و اعتزاز ، بدلا من استيراد نشاط الآخرين
و الانبهار به فقط ، و التفاخر بالاحتفال به ، دون المقدرة
على التعامل بالمثل ، ومشاركة الغير باحتفالاتهم ، و إثارة
إعجابهم بما نرد به الدعوة .
على المجلس أن يكون صانعاً للنشاط و التطور الثقافي
و الفني و الأدبي ، لتحقيق الهدف الذي وُجد من أجله .
ولا يجب عليه أن يتّكئ على جهود بعض المبدعين الذين
يبذلون من أعمارهم و أموالهم و أوقاتهم لخدمة هذا البلد
حبّاً فيه ، و رغبة لتشجيع غيرهم من مواطنيهم .
على مهرجان القرين أن يكون موعداً ينتظره المبدعون
من أبناء هذا الوطن للاحتفال بهم و بما قدّموه و ساهموا
به ، وليس مناسبة للتأنّق والادّعاء و الاستعراض أمام
العدسات و الكاميرات .
على الأموال العامة التي تُرصد للمجلس الوطني للثقافة
و الفنون و الآداب أن تُسترجع بفوائد عظيمة لهذا البلد
في أبنائه و شبابه و المخلصين له في هذا الميدان
الإنساني الذي يضمن التفوق و البروز لهم .
و على العاجزين و المتصنّعين و الباحثين عن
الأضواء فقط أن يبقوا بعيداً .

 

Thursday, January 7, 2010

قلب البحّار

للمتصارعين على الأموال و الشهرة و المناصب و الألقاب
في كويت اليوم ، نستعيد معاً التّساؤلات التالية لشاعرنا
الراحل الكبير ، " محمد الفايز " على لسان
البحّار الكويتي القديم :


أركبت مثلي " البوم " و " السّنبوك " و " الشُّوعي " الكبير ؟
أرفعت أشرعة أمام الرّيح في الليل الضّرير ؟
هل ذُقت زادي في المساء على حصير ؟
من نخلةٍ ماتت و ما مات العذاب بقلبي الدامي الكسير .




Wednesday, January 6, 2010

مفترق طرق


 


عندما قمت بقيادة السيارة لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية ،
أثار اهتمامي بالطبع الشوارع السريعة العريضة ، و الجسور
والمخارج الكثيرة المتشابكة المنظمة ، التي تُشعرك بالخوف و الرهبة
عندما تراها على الخريطة ، و لكن عندما تكون على مساراتها ،
و تتنقل فيما بينها ، تحس بالراحة و مُتعة القيادة ، خاصة عندما
تشاهد محطات الوقود و الإستراحات و المطاعم و " الموتيلات "
أو الفنادق الجميلة على جوانبها .
ولكن الذي لفت نظري أكثر ، خاصة على الطرق الداخلية بين
المناطق ، الاعتماد في الغالب عند تقاطعات الشوارع على
علامات الوقوف فقط ، و الاستغناء بصورة كبيرة عن الإشارات
الضوئية .
عند التقاطع ، جميع السيارات تقف ، و السائق الذي يصل
أولاً ، يتحرّك أولاً ، بصرف النظر عن الجهة التي يقف فيها .
الجميع يلتزم بالدور ، ولا يحاول أحد التعدّي على دور الآخر ،
أو الاستمرار في القيادة و قطع المفترق دون الوقوف .
فهم يعرفون خطورة ذلك ، و هم يعتمدون على أخلاق
القيادة ، و ضمائرهم ، التي رضوا بها بديلاً عن الإشارات
المرورية الضوئية .
و قد كسبوا بذلك الكثير من المال و الوقت الذي يذهب هدراً
على نصب هذه الإشارات ، و صيانتها ، و الاختناقات المرورية
التي تحدث عند تعطلها .
و العادة الحسنة و الإلتزام ، تجعل قائد السيارة يقف وقوفاً كاملاً
عندما يصل المفترق ، رغم إنه يرى الجهات الأخرى كلها
فاضية ، و لا سيارات فيها .. ثم يواصل السير .
و هذا المنظر الجميل يتكرر في أي وقت من النهار
و الليل .. و حتى في الأوقات المتأخرة من الليل ، التي
تخلو فيها الشوارع من السيارات .