Thursday, December 31, 2009

عام جديد

أحد الأصدقاء صرّح لي بالأمس إنه قد تفاجأ بان السنة قد انتهت ،
و لم يبق منها غير يوم واحد !
برّر ذلك بأنه كان طوال العام في دوامة من العمل و الهموم
و المشاكل و الواجبات التي استهلكت الوقت كله .
لم ينتبه لنفسه ، و لم يحاول اقتناص و لو فترة بسيطة ، لممارسة
أي نشاط يبعده عن كل ذلك ، و يمنح بدنه و روحه لحظات
من الصّفاء و الهدوء و المتعة الشخصيّة .
الصديق العزيز و الصريح ، تمنّى أن يجد في العام الجديد
الفرصة لإعادة ترتيب أوراقه التي اختلطت بصورة فوضويّة ،
أشد من أوراقنا الرسمية !
وأن يُضفي على حياته " نيو لوك " ،
كما يسعى إليه البعض !
و لكن المشكلة إنه تمنّى الأمنية ذاتها في نهاية العام الأسبق ،
وبداية العام المنصرم !
أنهينا أنا و الصديق المجتهد عامنا بابتسامة ..
مع الدعاء للبارئ عزّ و جل أن يكون غدنا بداية لفرصة
أخرى مُتجدّدة ، و عام يحمل بين طيّاته كل الخير
والتوفيق السعادة لنا جميعاً .


Sunday, December 20, 2009

عودة للكتابة

من المميزات و الحسنات الجميلة التي تُنسب لاستخدام الناس في أيامنا
هذه لأجهزة الكمبيوتر و شبكة الإنترنت ، عودة الكثير منّا إلى الكتابة ،
و الاعتماد عليها كوسيلة هامة للتواصل مع الآخرين ، و للتعبير عن
الآراء و الأفكار ، وعمّا تجيش به الأنفس و القلوب من أحاسيس
و خواطر .
لقد كانت الكتابة على الدّوام ، مُذ عُرفت ، أساس التطور البشري
للمجتمعات المختلفة .
وكانت الوعاء الأهم الذي اختزن في داخله التراث الفكري و العلمي
و الديني و الحضاري للناس في كل مكان .
قد يجادل البعض بأن الكتابة كانت دائما أداة و وسيلة النخبة المثقفة
المتعلمة للتعبير عن نفسها و أفكارها و متطلّباتها ، بعيداً عن المجاميع
الأخرى ، غير المتعلمة .
و لذلك كان الكتّاب في منزلة الطليعة .. و هم الذين جاهدوا و تحمّلوا
العبء الأكبر في تطوير و تقدّم و ازدهار بلادهم .
و هم بالتالي يستحقّون التميّز بين أفراد المجتمع ، و احتلال المكانة
الخاصة التي لا يشاركهم فيها غيرهم .
و اليوم ، و إذا كانت التكنولوجيا الحديثة قد فتحت أبواب الكتابة
للجميع ، نتيجة لانتشار التعليم بين الناس ، فإن مكانة هذه
الوسيلة المهمة و الأساسية في حياتنا ، يجب أن تحتفظ بعُلوّها
و رُقيّها ..
و يجب أن يظل الكاتب معبّراً حقيقياً عن مجتمعه ، و ناسه ،
و زمانه ، خير تعبير ..
لا شك أننا نفرح كثيراً بعودة الكثير منّا ، خاصة الشباب ، إلى
استخدام الكلمة و الحرف بكثافة و استمرار في حياته ، و لكن
ما نريده و نتمنّاه أيضاً ، الحرص على الجدّيّة ، سواء في
اللجوء إلى اللغة الفصحي ، و الابتعاد عن العاميّة أو المُبتدعات
اللغوية الجديدة من أجنبية مُعربة ، استسهالاً ..
فالكتابة يجب أن تكون باللغة الحقيقية ، سواء كانت عربية أو أجنبية .
كما يجب الحرص على الجدّيّة في الطّرح ، و انتقاء الأفكار ، و الموضوعات ،
بعيداً عن الابتذال والاسفاف .
تحية لكل عشاق الكلمة و الفكرة و الخيال .. و دعوة و تمنيّات
بالتوفيق و الاستمرار و النجاح .


Saturday, December 12, 2009

زاوية خاصة

عالمنا الحالي هو ، بلا شك ، عالم الصّخب ، و السرعة ، و التدافع ،
و الهرولة المتواصلة .
الكل يسعى في طريقه مندفعاً ، دون أن يلتفت حوله ، يميناً ، أو شمالاً .
فقط يفكّر في هدفه و غايته ، و كيفية الوصول إلى ذلك .
و المشكلة أن الكثير من الأهداف و الغايات لا يمكن بلوغها ، 
رغم إضاعة الكثير من الأيام و السنين من عُمر الإنسان . 
يمضي العُمر و تنطوي صفحاته المختلفة ، و تطوف محطات كثيرة
يقطعها قطار الحياة ، دون أن يحسّ المرء بها ،
و دون أن يتذوّق أحاسيسه تجاهها ،
سواء كانت حلوة أو مُرّة .
و من هنا فلا بد لكل منّا أن يصنع لنفسه ، عالماً خاصاً ،
و زاوية خاصة يركن إليها بين فترة و أخرى .
يسترجع فيها ماطاف من أيامه ، و ما قطعه من حياته .
و تحقق له هذه الزاوية الهدوء للتفكير ، و الراحة للاسترخاء ،
و الفرصة لمتابعة مامضى ، و نقد الخاطئ منها ،
و الاستمتاع بحلاوة الناجح من تلك اللحظات .



Saturday, December 5, 2009

الحب .. في حياتنا

هل هناك كلمة سحرية إستطاعت على مرّ العصور أن تفرض نفسها
على القاموس الإنساني مثل كلمة الحب ؟   
قد يختلف الكثير منّا في الإجابة على السؤال ، و لكن مهما اختلفت
وجهات النظر ، فإن في داخل المرء منّا بوصلة ،
لا تتجه وقت الأزمة و الشدّة و الحيرة ، إلاّ إلى وجهة الحب ..
ففي الحب ، و بواسطة الحب ، و عن طريق الحب ، ترتقي النفوس
الإنسانية ، و ترقّ ، و تشعّ بالبهاء ، و النور ، و العذوبة ..
و بمنارة الحب تتجه جميع السّفن الضالّة ، و المُرهقة ، و المطارَدة ،
و الخائفة ، إلى مرافئ الأمان .